في خطوة تُعدّ الأكثر أهمية في مسيرة المنتخب الجزائري لكرة القدم خلال الفترة الدولية الحالية، يستعد الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش لعقد ندوة صحفية غداً الخميس 2 أكتوبر 2025، ابتداءً من الساعة 15:00، بقاعة المؤتمرات "محمد صلاح" في ملعب نيلسون مانديلا ببراقي، ليكشف عن قائمة اللاعبين المختارين لمواجهتي الصومال يوم 9 أكتوبر بملعب ميلود هدفي بوهران (17:00)، وأوغندا يوم 14 أكتوبر بملعب حسين آيت أحمد بتيزي وزو (17:00)، ضمن الجولتين التاسعة والعاشرة من تصفيات كأس العالم 2026. هذه المواجهات، التي تُمثل الختام الدرامي للمجموعة السابعة، تحمل في طياتها فرصة ذهبية لـ"الخضر" لتأمين بطاقة التأهل المباشر إلى النهائيات المقررة في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا صيف 2026، حيث يتصدر المنتخب الجزائري الترتيب برصيد 15 نقطة بعد الجولة السادسة، متقدماً بثلاث نقاط عن الموزمبيق (12 نقطة)، فيما يحتل بوتسوانا وأوغندا المركز الثالث بـ9 نقاط، تليهما غينيا بـ7 نقاط، وتتذيل الصومال الجدول بنقطة واحدة فقط. بعد سلسلة من النتائج المختلطة، بما في ذلك التعادل الأخير أمام غينيا (0-0) الذي أثار انتقادات حادة لأسلوب بيتكوفيتش الدفاعي، يأتي هذا الإعلان كلحظة مصيرية لاستعادة الثقة، مع توقعات بإعادة بعض النجوم المغتربين وإدخال لاعبين محليين لتعزيز اللياقة البدنية، في سياق يُبرز الضغط الإعلامي والجماهيري على المدرب البوسني لتحقيق انتصارات حاسمة تضمن العودة إلى المونديال بعد غياب دام لثلاثة عقود.
بيتكوفيتش تحت المجهر: خيارات استراتيجية لمواجهة خصوم "سهلين" على الورق
فلاديمير بيتكوفيتش، الذي تولى تدريب "الخضر" في فبراير 2024 بعد رحيل جمال بلمضي، يواجه اختباراً حقيقياً في هذه الندوة، حيث يُتوقع أن يُعلن قائمة تضم حوالي 26 لاعباً، مع التركيز على التوازن بين الخبرة المغتربة والطاقة المحلية لمواجهة الصومال – الذي يُعدّ الأضعف في المجموعة – وأوغندا، التي تُشكل تهديداً أكبر بفضل تنظيمها الدفاعي. بعد التعادل المثير للغضب أمام غينيا في الدار البيضاء، والذي وُصف في الصحافة الجزائرية بأنه "خسارة مخفية" لأنه سمح للمنافسين بتقليص الفارق إلى 4 نقاط، أكد بيتكوفيتش في تصريحات سابقة أن "التركيز والثبات" هما المفتاح، مشدداً على أن هاتين المباراتين "هامتان لكن غير حاسمتين"، مع الإشارة إلى أن الفوز في إحداهما قد يُؤهل الجزائر رسمياً. ومع ذلك، يُثار تساؤل حول غياب نجوم مثل رياض محرز، الذي لم يُستدعَ في قوائم سابقة بسبب إصابات أو اختيارات تكتيكية، بينما يُتوقع عودة يوسف بليلي بعد أدائه المميز في الدوري المصري، إلى جانب حسام عوار الذي غادر الملعب مصاباً في الدوري السعودي مؤخراً، مما يُثير قلقاً حول توافره. كما يُرجح استدعاء لاعبين محليين مثل شعيب كداد وبلعيد ومدني من البطولة الجزائرية لتعزيز الروح القتالية، في خطوة تُعكس استراتيجية بيتكوفيتش في دمج الشباب مع الكبار، مستفيداً من خبرته في قيادة سويسرا إلى دور الـ16 في مونديال 2018، لكن مع الضغط المتزايد من الجماهير التي تطالب بأداء هجومي أكثر جرأة بعد "الأفكار المتحجرة" التي أدت إلى إقالة بلمضي سابقاً.
المباريات القادمة: فرصة ذهبية لتأمين التأهل في "الصحراء الخضراء"
تُمثل مواجهة الصومال يوم 9 أكتوبر بملعب ميلود هدفي بوهران، الذي يتسع لـ40 ألف متفرج، فرصة مثالية لـ"محاربي الصحراء" لتحقيق فوز ساحق يُعزز الثقة، حيث يُعدّ المنافس الصومالي الأضعف في المجموعة برصيده المتواضع، ويعاني من مشاكل لوجستية وإدارية تجعل من الصعب عليه تقديم مقاومة قوية. أما المواجهة الثانية أمام أوغندا يوم 14 أكتوبر بملعب حسين آيت أحمد بتيزي وزو، فهي الأكثر خطورة، إذ يحتل "النيابور" المركز الثالث بـ9 نقاط، ويُعتمد على دفاع صلب وهجمات مرتدة سريعة، مما يتطلب من بيتكوفيتش خطة هجومية متوازنة لتجنب الفخاخ الدفاعية. هذه المباراتان، اللتان تُبثان عبر القنوات الجزائرية الرياضية والسعودية SSC، ستكونان حاسمة في سباق التأهل، حيث يتأهل المتصدر مباشرة، بينما يخوض الثانيان بلاي أوف قاري، ومع تقدم الجزائر بفارق مريح، يُتوقع أن يُحقق الفوز فيهما التأهل الرسمي، مما يُنهي عقدة الغياب عن المونديال منذ 2014، ويُعيد "الخضر" إلى النخبة العالمية في قارة أفريقيا التي تُقدم 9 مقاعد فقط.
الترتيب الحالي والتحديات: الجزائر في الصدارة لكن الضغط يتصاعد
يتصدر المنتخب الجزائري المجموعة السابعة برصيد 15 نقطة، بعد سلسلة انتصارات متقنة في الجولات السابقة، لكنه يواجه ضغطاً متزايداً بعد التعادل مع غينيا الذي سمح للموزمبيق وأوغندا بتقليص الفارق، مما يجعل هاتين المباراتين "مفتاحاً للأمان" كما وصفها محللون في "ل سوار دالجيري". التحدي الرئيسي يكمن في إدارة الإصابات، حيث غابت أسماء مثل محمد أمين توغاي وراميز زروقي وبغداد بونجاح في قوائم سابقة، إلى جانب الجدل حول أسلوب بيتكوفيتش "المحافظ" الذي يُشبه بلمضي في "التكتيك المتحجر"، وفقاً لصحيفة "لا غازيت دو فينيك". ومع ذلك، يُثير الإعلان توقعات إيجابية بعودة بليلي، الذي يُعدّ "الورقة السرية" للهجوم، مما يُعزز فرص الجزائر في تحقيق الثنائية وتأمين التأهل قبل الجولة الأخيرة.
عيون الجماهير على براقي.. هل يُعيد بيتكوفيتش بريق "الخضر"؟
في الختام، تُعدّ ندوة بيتكوفيتش غداً لحظة فارقة في مسيرة المنتخب الجزائري نحو مونديال 2026، حيث ستُحدد القائمة المصيرية مسار "محاربي الصحراء" في مواجهتي الصومال وأوغندا، اللتان قد تُغلقان باب التأهل مبكراً. مع الضغط الإعلامي المتزايد والتوقعات العالية من الجماهير، يجب على المدرب البوسني تقديم خيارات جريئة تجمع بين الخبرة والشباب لاستعادة الثقة بعد التعادل الأخير، فالجزائر على بعد خطوتين من العودة إلى الساحة العالمية، وكل عيون الرياضيين الجزائريين ستكون على قاعة "محمد صلاح" غداً لمعرفة من هم "الخضر" الذين سيحملون الأحلام نحو أمريكا الشمالية.
