أحدث المنشورات

بيتكوفيتش قال بعد لقاء أوغندا: "لم تكن هذه هي النهاية، بل هي نقطة انطلاق".. نعم هي كذلك، لكن !

 


النقد المطروح في هذا التحليل يحمل الكثير من الوجاهة والمنطق، ويسلط الضوء على تناقضات مقلقة في نهج الجهاز الفني وتوقعات الجماهير. رغم تحقيق التأهل لكأس العالم 2026، يبقى السؤال الجوهري: هل هذا الإنجاز يعكس قوة حقيقية للمنتخب، أم مجرد استفادة من سهولة التصفيات؟

الواقعية الغائبة في التقييم

المقارنة مع الرأس الأخضر في مسألة الاحتفالات تحمل دلالة عميقة. دولة بحجم الجزائر وتاريخها الكروي لا يُفترض أن تحتفل بالتأهل للمونديال كما لو كان إنجازاً خارقاً، خاصة في ظل نظام تصفيات يؤهل 9 منتخبات أفريقية. غياب الحماس الجماهيري العفوي يعكس إدراكاً شعبياً لسهولة المهمة وعدم وجود تحدٍ حقيقي.

التصفيات الحالية، كما وصفها أحد المتابعين، "سهلة" مقارنة بالماضي حين "لا يتأهل إلا صاحب النفس الطويل". هذا الواقع يجعل من التأهل نتيجة منطقية وليس إنجازاً استثنائياً يستدعي احتفالات رسمية مفرطة.

عمورة: النموذج الإيجابي الوحيد

محمد الأمين عمورة يمثل فعلاً أكبر نجاح في هذه التصفيات، ليس فقط لكونه هداف إفريقيا برصيد 10 أهداف، بل لأنه يجسد النموذج الذي يجب أن يحتذي به بيتكوفيتش في التعامل مع المواهب الشابة. عمورة حصل على الفرصة وأثبت جدارته، وهو ما يطرح تساؤلات حول سبب عدم منح نفس الثقة لأسماء أخرى مثل حاج موسى وقبال وبوعناني.

الإصرار على إشراك محرز أساسياً في مباراة شكلية رغم وجود هذه الخيارات الشابة يثير تساؤلات جدية حول المعايير المعتمدة في الاختيار. هل الهدف تطوير الفريق أم إرضاء توقعات معينة؟

الثغرات التكتيكية والفنية المقلقة

التحليل يسلط الضوء على نقاط ضعف جوهرية قبل شهرين من كأس الأمم الإفريقية:

  • غياب ثلاثي خط وسط واضح ومحدد

  • عدم وجود حارس مرمى أساسي ثابت (تجربة لوكا زيدان لا تزال في بدايتها)

  • مشاكل دفاعية لم تُحل بعد

  • تهميش مهاجمين بدلاء قد يحتاجهم الفريق في لحظات الطوارئ

هذه المشاكل الهيكلية لا تُحل بشعارات "المجموعة المتينة والبيئة الإيجابية" كما يؤكد بيتكوفيتش باستمرار. كرة القدم الحديثة تتطلب حلولاً عملية وخيارات متعددة، خاصة في البطولات المغلقة.

المقارنة مع التجارب السابقة

الإشارة إلى تجربة كأس أمم إفريقيا 2021 ضد غينيا الاستوائية مؤلمة ومُحقة. الاعتماد على نفس الأسماء دون تطوير بدائل حقيقية قد يؤدي لتكرار نفس السيناريوهات المخيبة. إصابة عمورة الأخيرة تعطي مؤشراً خطيراً على هشاشة الخيارات المتاحة.

الفرصة الأخيرة في نوفمبر

الوديتان المقررتان في نوفمبر أمام السعودية والرأس الأخضر تمثلان الفرصة الأخيرة لبيتكوفيتش لمعالجة هذه المشاكل. المطلوب ليس فقط ضبط التشكيلة الأساسية، بل أيضاً إعداد بدائل حقيقية وجاهزة للدخول في أي لحظة.

الخلاصة: نقد بناء لا تشاؤم

هذا التحليل لا يهدف للتقليل من قيمة التأهل، بل لوضع الأمور في نصابها الصحيح. التأهل للمونديال نقطة انطلاق كما قال بيتكوفيتش، لكن الانطلاق الحقيقي يتطلب مواجهة صادقة مع نقاط الضعف وليس التستر عليها بشعارات جوفاء.

الجزائر تملك إمكانيات تؤهلها لأكثر من مجرد التأهل للمونديال، لكن تحقيق هذه الإمكانيات يتطلب شجاعة في اتخاذ قرارات صعبة وتجاوز منطق "اللعب الآمن" الذي قد يكلف الفريق غالياً في المحافل الكبرى.

إرسال تعليق

أحدث أقدم