النموذج الإيطالي في الدفاع والتنظيم التكتيكي هو فعلاً ما جعل منتخب تونس يحقق هذا الإنجاز التاريخي بإنهاء التصفيات دون تلقي أي هدف في 10 مباريات، وهو رقم استثنائي في تاريخ التصفيات الإفريقية.
فلسفة "الدفاع من يجلب الألقاب" التي تتبعها نسور قرطاج تحت قيادة المدرب سامي الطرابلسي تعكس فهماً عميقاً لطبيعة المنافسات الحديثة. رغم محدودية الخيارات الهجومية مقارنة بمنتخبات أخرى في القارة، إلا أن التنظيم الدفاعي المتين والانضباط التكتيكي يشكلان أساساً صلباً للذهاب بعيداً في البطولات.
المثير أن تونس قررت المشاركة بالمنتخب الأول في كأس العرب 2025 في قطر (1-18 ديسمبر) بدلاً من المنتخب الثاني كما كان مخططاً أصلاً. قرار الطرابلسي يأتي ضمن استراتيجية أوسع للاستعداد الأمثل لكأس أمم إفريقيا 2025 في المغرب (21 ديسمبر - 18 يناير).
هذا التخطيط المدروس يظهر أن الطموح التونسي ليس مجرد المشاركة، بل المنافسة الجدية على اللقب في كلا البطولتين. المنظومة الدفاعية القوية مع وجود قادة خبراء مثل فرجاني ساسي تعطي تونس أدوات حقيقية للمنافسة، خاصة في البطولات القصيرة حيث الاستقرار الدفاعي يكون حاسماً.
التجربة التاريخية تؤكد أن المنتخبات التي تعتمد على التنظيم والانضباط التكتيكي غالباً ما تحقق نتائج أفضل من المتوقع في البطولات الكبرى، وتونس تسير على هذا النهج بوضوح.


