محمد الأمين عمورة: من شوارع جيجل إلى قائمة أساطير الخضر

 

حقاً إن "الكثير من الموهبة يقابله الكثير من الانضباط والاجتهاد" - هذه الجملة تختصر قصة نجاح محمد الأمين عمورة، الذي استطاع في وقت قصير جداً أن يصبح واحداً من أهم عناصر منتخب الجزائر، بل وأحد أبرز مهاجمي القارة الإفريقية في الوقت الحالي.

مسيرة استثنائية مع الخضر

عمورة نموذج للاعب المنضبط داخل وخارج الملعب، جاهز بدنياً في كل الأوقات، سريع بشكل مرعب، وفعّال قدام المرمى بطريقة لافتة. اللاعب مولود 9 مايو 2000 لا يعرف فقط كيف يسجل، بل يفكر بسرعة، يختار مكانه بذكاء، وعنده ارتقاء عجيب رغم أنه ليس بالطويل، يجمع فعلاً بين عقل المهاجم وجرأة المفترس.

أرقام مخيفة في التصفيات

أرقام عمورة في تصفيات كأس العالم 2026 مذهلة بكل المقاييس: 9 مباريات، 8 أهداف، و4 تمريرات حاسمة، يعني 12 مساهمة تهديفية من لاعب لا يزال في بداية طريقه الدولي. هذا يجعله ثاني هداف التصفيات الإفريقية وثاني أكثر لاعب مساهمة في الأهداف، وهو إنجاز استثنائي لشاب في الخامسة والعشرين من عمره.

تأثير من على دكة البدلاء

ما يزيد الإعجاب أن 5 فقط من المباريات التصفوية لعبها أساسياً، وبرغم ذلك يصنع الفارق في كل مرة ينزل فيها. هذا يعكس احترافية عالية وقدرة على التأثير السريع، صفة نادرة حتى بين كبار اللاعبين. كل هدف له طعم مختلف - يمين، شمال، رأسية، كله موجود في ترسانته، والتنوع هذا ليس صدفة، بل نتيجة شغل وتطور واضح.

من وفاق سطيف إلى فولفسبورج

الرحلة من شوارع جيجل ونادي وفاق سطيف وصولاً إلى نجومية فولفسبورج في ألمانيا، ومن هناك إلى هداف تصفيات المونديال مع الجزائر، تحكي قصة حلم جزائري حقيقي. عمورة أصبح يملك 14 هدفاً خلال مباريات المنتخب الجزائر، منها 11 هدفاً في المباريات الرسمية، ما يضعه في المركز الثالث عشر في قائمة الهدافين التاريخيين للخضر.

الثنائية التاريخية أمام الصومال

في ليلة التأهل للمونديال، أضاف عمورة ثنائية رائعة أمام الصومال، بهدف مبكر في الدقيقة السادسة وآخر برأسية في الدقيقة 57 بتمريرة من محرز. هذان الهدفان لم يكونا مجرد أرقام في الإحصائيات، بل كانا اللمسة الأخيرة لتحقيق حلم جماعي انتظره الشعب الجزائري طويلاً.

محمد الأمين عمورة يكتب قصة حلم جزائري جديد، والحلم هذا لا يزال في بدايته فقط. بأرقامه المذهلة وانضباطه العالي وموهبته الاستثنائية، يبدو أن المهاجم الشاب في طريقه لكتابة اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الكرة الجزائرية.

مع اقتراب مونديال 2026، يبقى الرهان على عمورة في تحقيق المزيد من الإنجازات وقيادة الخضر نحو مغامرة جديدة في أكبر المحافل الكروية العالمية، حاملاً آمال ملايين الجزائريين نحو تحقيق إنجاز تاريخي جديد.