كشف الحارس الجزائري انتوني ماندريا، في تصريحات صادمة، عن شعوره بخيبة الأمل الشديدة إثر استبعاده من التشكيلة الأخيرة للمنتخب الوطني الجزائري تحت قيادة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش. الحارس البالغ من العمر 30 عاماً، والذي كان ركناً أساسياً في صفوف "الخضر" طوال ثلاث سنوات متتالية، وصف قرار الاستبعاد بأنه "صدمة" لم يتوقعها، خاصة بعد استدعاءاته المنتظمة في جميع التجمعات السابقة.
ثلاث سنوات من الثبات ثم القطيعة المفاجئة
"بالطبع، لقد شعرت بخيبة أمل، في ظرف 3 سنوات، كنت أُستدعى في كل تجمع، الآن لا، لقد تلقيت صدمة"، هكذا عبّر ماندريا عن مشاعره بصراحة مطلقة، مؤكداً أن الانتقال من الاستدعاء المنتظم إلى الاستبعاد الكامل كان أمراً صعباً على الصعيد النفسي. هذا التصريح يكشف العمق العاطفي لعلاقة اللاعب بالمنتخب، والألم الذي يشعر به كل محترف عندما يجد نفسه خارج حسابات بلاده.
الحارس الذي دافع عن ألوان الجزائر في مناسبات عديدة وشارك في مباريات مهمة، وجد نفسه فجأة خارج الدائرة الضيقة لبيتكوفيتش، الذي فضّل عليه خيارات أخرى في مراكز حراسة المرمى. هذا التغيير المفاجئ في سياسة الاختيار يثير تساؤلات حول معايير المدرب البوسني وفلسفته في بناء الفريق.
التحدي: الإثبات من الناسيونال الفرنسي
رغم الصدمة والخيبة، أظهر ماندريا روحاً قتالية عالية ورفض الاستسلام لهذا الواقع الجديد. "الأمر متروك لي لأُثبت للمدرب أنه حتى و لو كنت ألعب بدوري الناسيونال يمكنني العودة، أدائي قد يجعله يغيّر رأيه"، قال الحارس بثقة واضحة، مؤكداً عزمه على خوض معركة الإثبات من جديد.
هذا التصريح يحمل دلالات مهمة، حيث يشير ماندريا إلى أن لعبه في دوري الناسيونال (الدرجة الثالثة الفرنسية) قد يكون أحد أسباب استبعاده، لكنه مقتنع بأن الأداء والجودة يجب أن تكون المعيار الأساسي وليس مستوى البطولة. هذا الموقف يعكس نضج اللاعب وإيمانه بقدراته رغم الظروف الصعبة.
رسالة للمدرب وتحدي الإثبات
تصريحات ماندريا تحمل رسالة واضحة لبيتكوفيتش مفادها أن الباب لا يزال مفتوحاً للعودة، وأن اللاعب لن يتردد في بذل كل ما في وسعه لاستعادة مكانه في المنتخب. هذا التحدي الذي وضعه الحارس أمام نفسه قد يكون الدافع الذي يحتاجه لتقديم مستويات استثنائية مع ناديه، بهدف لفت انتباه الجهاز الفني مجدداً.
من جهة أخرى، تثير هذه التصريحات جدلاً حول سياسة بيتكوفيتش في التعامل مع اللاعبين، خاصة أولئك الذين قدموا خدمات جليلة للمنتخب عبر السنوات. السؤال الذي يطرح نفسه: هل يجب أن يكون مستوى البطولة التي يلعب فيها الحارس عاملاً حاسماً في الاستدعاء، أم أن الأداء الفردي والخبرة يجب أن تكون لهما الأولوية؟
قصة ماندريا تُلخص صراع العديد من المحترفين الجزائريين الذين يجدون أنفسهم في منعطفات مهمة من مسيرتهم، ومدى قدرتهم على التأقلم مع قرارات المدربين والبحث عن طرق للعودة بقوة لصفوف المنتخب الوطني.