شهدت الساحة الكروية الجزائرية جدلاً واسعاً حول استبعاد النجم إسماعيل بن ناصر من قائمة المنتخب الوطني لمواجهتي الصومال وأوغندا في تصفيات كأس العالم 2026، في قصة كشفت عن تفاصيل مثيرة حول التواصل بين اللاعب والمدرب فلاديمير بيتكوفيتش.
لحظة الغضب الأولى: رسالة مبطنة
بعد إعلان بيتكوفيتش لقائمته الأخيرة، عبّر إسماعيل بن ناصر عن امتعاضه بطريقة غامضة، حيث نشر "ستوري" سوداء على إنستغرام تتضمن إيموجي 🔍 يوحي بأنه "بحث عن اسمه ولم يجده". هذه الإشارة فسّرها الكثيرون كرسالة احتجاج غير مباشرة على قرار المدرب، خاصة وأن بن ناصر يُعدّ أحد أعمدة "الخضر" وقائداً داخل المجموعة.
التراجع السريع: نضج ووطنية
لكن بعد ساعات فقط، غيّر لاعب دينامو زغرب طريقته في التواصل، فنشر تغريدة أكثر نضجاً وروحاً وطنية، كتب فيها: "دائمًا خلف وطني، مهما حدث" 💚🇩🇿. هذا التحول السريع في الموقف أثار تساؤلات حول الأسباب وراء هذا التغيير المفاجئ في لهجة اللاعب.
تدخل بيتكوفيتش الشخصي: توضيح وطمأنة
كشفت مصادر قريبة من المنتخب أن بيتكوفيتش تحدث شخصياً مع بن ناصر، وشرح له أن غيابه ليس عقوبة، بل خطوة احترازية من أجل استكمال مرحلة استرجاع اللياقة. المدرب أوضح للاعب أنه لعب فقط 114 دقيقة منذ بداية الموسم، مما يجعل جهوزيته البدنية محل شك.
أكد بيتكوفيتش لبن ناصر أنه ما يزال جزءاً أساسياً من المشروع الفني، لكن عودته يجب أن تكون تدريجية ومدروسة. هذا التوضيح ساهم في تهدئة اللاعب وإعادة ترتيب الأمور بين الطرفين.
القرار الشامل: طيطراوي في نفس الوضع
من المثير أن القرار نفسه شمل ياسين طيطراوي، الذي يعتبره بيتكوفيتش بديلاً مباشراً لبن ناصر في حال تعرض الأخير لأي انتكاسة بدنية مستقبلاً. هذا يعكس رؤية شاملة من المدرب حول إدارة اللاعبين الذين يمرون بظروف صحية أو بدنية خاصة.
خلفية القرار: نقص في الجاهزية
السبب الحقيقي وراء استبعاد بن ناصر يعود لمعاناته من نقص فادح في المنافسة الرسمية، حيث شارك في مباراتين فقط منذ انضمامه لدينامو زغرب، الأولى كبديل لـ24 دقيقة والثانية أساسياً لـ90 دقيقة. هذا الوضع جعل بيتكوفيتش يشك في جاهزيته البدنية الكاملة للمباريات الحاسمة.
درس في النضج والوطنية
في النهاية، أثبت بن ناصر أن حبه للجزائر أكبر من لحظة غضب، وأنه يعرف كيف يحوّل الانفعال إلى رسالة دعم ووطنية حقيقية. تعامل اللاعب مع الموقف بنضج وحكمة، خاصة بعد التوضيحات التي تلقاها من المدرب حول طبيعة القرار ودوافعه.
هذه القصة تعكس أهمية التواصل المباشر بين المدرب واللاعبين، وكيف يمكن لحوار صريح أن يحل الكثير من سوء الفهم ويعيد الأمور إلى نصابها. بن ناصر خرج من هذه التجربة بصورة إيجابية، مؤكداً على أن المصلحة الوطنية تبقى فوق كل الاعتبارات الشخصية.