يقف المنتخب الوطني الجزائري على بُعد خطوات قليلة من تحقيق حلم العودة إلى نهائيات كأس العالم بعد غياب دام 12 عاماً، حيث تنتظره مباراتان حاسمتان في ختام التصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال 2026.
المباراة الأولى: الصومال × الجزائر - الثلاثاء 9 أكتوبر
التوقيت: 17:00 بتوقيت الجزائر
الملعب: ملعب الشهيد حملاوي - قسنطينة (تم تغيير المكان من وهران)
الأهمية: مباراة التأهل المباشر
هذه المباراة تحمل أهمية تاريخية استثنائية، حيث أن الفوز على المنتخب الصومالي سيضمن رسمياً تأهل "محاربي الصحراء" إلى نهائيات كأس العالم 2026 التي ستُقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. الجزائر تحتاج لثلاث نقاط فقط من مباراتيها المتبقيتين لحسم التأهل رياضياً.
يدخل المنتخب الوطني هذه المواجهة وهو متصدر المجموعة برصيد 10 نقاط من أربع مباريات، متفوقاً بفارق مريح على أقرب منافسيه. الصومال، الذي يحتل المركز الأخير في المجموعة، لن يكون خصماً سهلاً رغم الفارق الفني الواضح، خاصة مع الضغط النفسي الهائل المتوقع على اللاعبين الجزائريين.
المباراة الثانية: الجزائر × أوغندا - الاثنين 14 أكتوبر
التوقيت: 17:00 بتوقيت الجزائر
الملعب: ملعب 1 نوفمبر 1954 - تيزي وزو
الأهمية: ترسيخ التأهل وحسم الصدارة
حتى لو تم حسم التأهل في المباراة الأولى، فإن مواجهة أوغندا ستبقى مهمة لترسيخ موقع الجزائر كمتصدر للمجموعة وإنهاء التصفيات بصورة مثالية أمام الجمهور الجزائري. أوغندا تُعتبر منافساً أقوى من الصومال وقد تقدم مقاومة أكبر، خاصة أنها لا تزال تحتفظ بآمال رياضية في التأهل.
الطريق نحو المونديال: رحلة 12 عاماً من الانتظار
آخر مشاركة للمنتخب الجزائري في نهائيات كأس العالم كانت في البرازيل 2014، حيث وصل لدور الـ16 وخرج أمام ألمانيا التي توجت لاحقاً بالبطولة. منذ ذلك الحين، عاش الجمهور الجزائري خيبات متتالية في تصفيات 2018 و2022، مما جعل هذه التصفيات بمثابة فرصة ذهبية لا تُعوض.
تحت قيادة المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش، استطاع المنتخب الوطني أن يحقق توازناً مهماً بين الاعتماد على الجيل الذهبي المخضرم وإدماج الدماء الشابة، مما خلق مزيجاً متناغماً قادراً على تحقيق الهدف المنشود.
يشعر اللاعبون والجهاز الفني بضغط هائل من التوقعات الجماهيرية العالية، خاصة بعد النجاحات الأخيرة مثل الفوز بكأس الأمم الأفريقية 2019 وكأس العرب 2021. الشعب الجزائري ينتظر بفارغ الصبر العودة إلى المسرح العالمي، وهذا ما يضع مسؤولية إضافية على أكتاف "الخضر".
الاستعدادات النهائية
المنتخب الوطني يخوض معسكراً تحضيرياً مكثفاً قبل هاتين المواجهتين، حيث يسعى بيتكوفيتش لضمان الجاهزية البدنية والذهنية المثلى للاعبيه. القائمة التي أعلنها المدرب تضم مزيجاً من الخبرة والشباب، مع وجود مفاجآت مثل لوكا زيدان وسمير شرقي.
الهدف واضح والطريق محدد: فوز واحد على الصومال يكفي لكتابة التاريخ وإعادة الابتسامة إلى وجوه الملايين من الجزائريين الذين ينتظرون هذه اللحظة منذ 12 عاماً. المونديال لم يعد حلماً بعيد المنال، بل بات على بُعد 90 دقيقة فقط من التحقق.
